الصفحة الرئيسية  متفرّقات

متفرّقات صاحب واقعة إلقاء الحذاء على جورج بوش: الربيع العربى موجة ثورية دمرها الأمريكان.. وغير نادم على ما فعلت

نشر في  22 أفريل 2016  (10:31)

«غير نادم على ما فعلت، ولو عاد بى الزمن سأكرر ما فعلته»، بهذه الكلمات بدأ الصحفى العراقى منتظر الزيدى، صاحب واقعة إلقاء الحذاء على الرئيس الأمريكى جورج دبليو بوش فى بغداد عام 2008، حواره مع «المصريون».. وعلى الرغم من أنه بدا هادئًا إلا أنه كان صوته يرتجف، وكأن شريط الذكريات يمر أمام عينيه.. فأثار الاعتقال مازالت على وجهه الحزين كأنها ترسم خارطة للعراق الذىيتم تمزيقه.
فى البداية سألته متى اتخذت قرار ضرب بوش بالحذاء؟ فرد قائلاً: «أنا صورت شريط فيديو منذ عام 2004، أكدت فيه أننى سأرد كرامة الشعب العراقى التى انتهكها الاحتلال الأمريكى، خاصة أنه تم ترديد أن العراقيين استقبلوه بالورود وهذا غير حقيقي، فأردت كشف الحقيقة أمام العالم بأن الشعب العراقى يرفض الاحتلال وغيور على وطنه، وطلبت من الشعب العراقى فى الشريط، الذى أحتفظ به إلى الآن، أن يتذكرونى إذا استشهدت، فمنذ ذلك الوقت وأنا أطارد جورج بوش فى كل مكان يذهب إليه، ثم جاءت الفرصة المناسبة فى الدقائق الأخيرة من الاحتلال الأمريكى للعراق، فأعطيته «قبلة الوداع».

فاطعته قائلة: «قبلة الوداع» هذه الكلمات التى كنت ترددها وأنت تلقى الحذاء على الرئيس الأمريكي؟، أجابنى مبتسمًا «نعم قلت له هذه قبلة الوداع يا كلب، وهذه رسالة الأرامل والأيتام إليك»، ولكنهم أغلقوا فمى بأيديهم، وبعدها كان الاعتقال، و أحسست براحة تامة عندما قمت بذلك.
سألته وأنا أخشى من إجابته، هل تم تعذيبك أثناء الاعتقال؟، فقال»نعم، لم يكن اعتقالاً سلميًا بل كان تعذيبًا فقد كسروا أسنانى وأنفى ويدي، وكانت هناك رضوض فى كل أنحاء جسمي، ولم أكن أرى بعينى لمدة ٣ أسابيع، وكان جسدى مغطى بالكدمات وتحول لونه إلى الأزرق، ثم تم وضعى بالسجن ٩ شهور، منها شهران فى زنزانة انفرادية صغيرة جداً لا أرى فيها النور، إلى أن تم شفاء الجروح والكسور فقدمونى للمحاكمة».
فقاطعته قائلة: ولكن الحكم كان ثلاث سنوات!!. فأجابنى مبتسمًا، «أنه بالفعل تم الحكم على بثلاث سنوات، ولكن تم تخفيف الحكم بجهود جبارة من نقيب وأعضاء نقابة المحامين العراقيين إلى سنة، قضيت منها ٩ أشهر لحسن السير والسلوك، إضافة إلى الضغط الشعبى العربى والعالمى الذى لولاه لكانوا قتلوني». فرددت ولكنك كنت تتوقع قتلك، فقال: «نعم كنت أتوقع قتلي، ولذلك تركت وصية ومعها شريط فيديو، فقد كنت أخشى أن تتبنى جهة ما هذا الأمر وتقول نحن بعثنا منتظر أو نحن دفعنا به».
وأوضح، أنه تعرض لتهديدات عديدة بشكل صريح عقب خروجه من السجن، ولكنه لم يخش على نفسه، ولكنه كان خائفًا على القضية، فهو يحمل رسالة الشعب العراقي، فخرج إلى سويسرا وكون هناك مؤسسة لمواجهة الاحتلال الأمريكى للعراق، وعاد بعد أقل من سنة إلى بغداد فتم اعتقاله من جديد وملاحقته فى كل مكان يذهب إليه، فشعر أنه لم يبق له وجود فى العراق وأنه أصبح مثل الغريب فى بلده، لذلك قرر النفى الاختيارى فى لبنان، حيث يعيش فى بيروت، ويذهب لزيارة العراق مرتين سنويًا». فتعجبت من إجابته وسألته، لماذا لم تقدم على لجوء سياسى إلى أى دولة مما ذهبت إليها؟ فأجابنى مبتسمًا «أن سويسرا عرضت على اللجوء السياسي، بعدما تمت دعوتى فى البرلمان السويسرى أثناء تكريمى هناك، إلا أننى رفضت الأمر كله، فلست طالبًا للجوء وشعبى يموت يوميًا تحت نيران الاحتلال».

ابتسمت له ابتسامة حزينة، وسألته لماذا لم تفكر فى القدوم إلى مصر فى هذا التوقيت؟ أجابنى قائلاً: «إن الحكومة المصرية آنذاك رفضت أن تعطينى تأشيرة الدخول فى فترة حكم الرئيس الأسبق حسنى مبارك، كما تم رفض دخولى أيام الرئيس المعزول محمد مرسى، وحاليًا لم أتمكن من الدخول إلا من خلال تأشيرة سياحية».
فابتسمت قائلة هذا يعنى أن كتابك كان فى مصر وأنت كنت ممنوعًا من دخولها؟ فرد قائلاً: «هذا صحيح أثناء حكم مبارك تم منعى من دخول مصر لتوقيع كتابى فى معرض الكتاب الدول». وأوضح أن كتاب «التحية الأخيرة للرئيس بوش»، يتحدث عن العراق منذ انفتاح زهرة الذاكرة لديه إلى ما بعد الحادث، مثل الحرب مع إيران واجتياح الكويت والحصار الاقتصادى واحتلال العراق والحرب الطائفية.